ضحايا ارهاب الحوثي -مسنة يمنية اصيبت بأحد الألغام الذي زرعها الحوثيون في تعز واطفال قطعت اجسادهم
ضحايا ارهاب الحوثي -مسنة يمنية اصيبت بأحد الألغام الذي زرعها الحوثيون في تعز واطفال قطعت اجسادهم
-A +A
فهيم الحامد (الرياض)Falhamid2@
إذا كان دعم النظام الإيراني لمليشيات الحوثي حقيقة دامغة لا يمكن دحضها.. وإذا كانت ممارسات المرتزقة الانقلابيين الإرهاب الطائفي التخريبي في اليمن أكبر حقيقة شهدها العالم واعترفت بها الأمم المتحدة، وإذا كان تدخل المملكة في أزمة اليمن تم بناء على طلب من الشرعية اليمنية، ووفق مخاطبات رسمية موجودة في الأمم المتحدة، وإذا كان السبب الحقيقي في الأزمة الإنسانية التي تشهدها اليمن هو الانقلاب الحوثي على الشرعية وقتله الآلاف وسفكه الدماء ومنع وصول المواد الغذائية والإغاثية بشهادة الأمم المتحدة؛ فان إلغاء التصنيف الإرهابي للحوثيين يعتبر هدية ومكافأة للمعتدين للإيرانيين ومساواة الجلاد بالضحية وتقديم جائزة للحوثيين بمواصلة إثارة الإرهاب والقتل والتدمير وارتكاب جرائم حرب. وإذا كانت الأمم المتحدة شاهد العيان على تغول وشيطنة الحوثي، تعتقد أن إلغاء التصنيف سيؤدي إلى إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية للبقاء، ولو قبلنا بهذا الافتراض التعسفي وغير المنطقي، فإن إلغاء تصنيف مليشيا الحوثي سيجعل السلام بعيداً ويرسل إشارات خاطئة للحوثيين وخلفهم إيران بمواصلة نهجهم التصعيدي وجرائمهم وانتهاكاتهم بحق المدنيين، وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتحدي إرادة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب وإحلال السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث، وستكون عواقب القرار وخيمة على الشعب اليمني المحاصر من قبل الحوثي وإيجاد اكبر فاجعة إنسانية حقيقية.

لقد أحسن مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، قولا عندما علق على قرار رفع مليشيات الحوثيين من قائمة الإرهاب؛ موضحا «سنتعامل مع الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية وسنتصدى لهم بحسم. إن مليشيات الحوثي هي المعضلة الرئيسية لإعاقة تسليم المساعدات في اليمن التي مزقتها الصراعات الحوثية».


إن إلغاء التصنيف يأتي مع استمرار الحوثي في إطلاق الطائرات المسيرة على مناطق مدنية في السعودية.. وأحدث هجوم ما أعلنه تحالف دعم الشرعية في اليمن من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار «مفخخة»، حاولت استهداف مطار أبها المدني بشكل ممنهج ومتعمد لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية. لقد دخلت الحرب في اليمن عامها السابع، حقق التحالف العربي أهدافا استراتيجية من أبرزها منع التمدد الإيراني وسيطرته على اليمن ولجم الحوثي والحفاظ على الشرعية اليمنية ومنع أي تهديد أو اعتداء على الأراضي السعودية. وخلال السنوات الماضية، شهدت اليمن تغييرات كبرى، إذ تمكن التحالف العربي والجيش الوطني اليمني من تحرير مناطق واسعة من اليمن.

لقد التزم التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية الذي تقوده المملكة منذ اليوم الأول لإطلاق عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضد المليشيات الإرهابية الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، بأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني ومحاسبة مخالفي قواعد الاشتباك ومخالفي القانون الدولي الإنساني، فضلا عن جميع المدنيين في النزاع المسلح، وخاصة الأطفال، والتدابير الوقائية والحمائية التي اتخذها التحالف لتعزيز حماية الأطفال في اليمن وتعامل التحالف بكل شفافية مع العمليات العسكرية، حفاظا على سلامة المدنيين والتركيز في الضربات العسكرية ضد معسكرات الحوثيين ومنصات الصواريخ والابتعاد تماما عن قصف المناطق المدنية، وحقق التحالف العربي انتصارات باهرة من خلال إعادة معظم الأراضي إلى سيطرة الشرعية اليمنية، كما تعامل التحالف بالحقائق والأرقام والمصداقية في أي أخطاء حدثت في الماضي، وتم التحقيق فيها بشكل موضوعي.

التحالف العربي يعمل في إطار العمل المؤسساتي العسكري وحريص على الحفاظ على المدنيين.. لقد حقق التحالف العربي انتصارات كبيرة وأكد التزامه بقواعد الاشتباك.. والحفاظ على الإنسان اليمني وغذائه ومسكنه وعيشه الكريم. لقد التزم التحالف العربي بقواعد الاشتباك.. حافظ على إنسان اليمن.. والسؤال: مساواة لجلاد بالضحية.. لماذا؟ مكافأة المعتدي.. هدية لإيران.